اسلاميات

كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية

كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتساءل العديد من المواطنين عن كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الشرعية، حرصًا على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، تعد الأضحية من الشعائر المهمة في هذا العيد، إذ يقوم المسلمون بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى واتباعًا لسنة النبي إبراهيم عليه السلام وفي هذا المقال، سنتناول الطريقة الصحيحة لنحر الأضحية .

كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية

اتفق علماء المذاهب الشافعية والحنفية والمالكية على أن الأضحية لا تكون صحيحة إلا إذا كانت من بهيمة الأنعام، أي من الإبل، أو الغنم، أو البقر، استناداً إلى قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) كما استدلوا أيضاً بعمل الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لم يرو عنه أنه ضحى بغير بهيمة الأنعام، ونقل الإمام النووي -رحمه الله- إجماع العلماء على ذلك، حيث قال: -وكل هذا مجمع عليه- .

كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية
كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية

اقرأ أيضًا:اسعار الاضاحي في مصر 2024 بالجنيه المصري

كيفية ذبح الأضحية من الغنم والبقر

يعتبر ذبح الأضحية من البقر والغنم له طريقة مستحبة، وهي كما يلي: 

  • يتم توجيه الأضحية نحو القبلة عند ذبحها، لأن القبلة هي أشرف وأعظم الاتجاهات، وقد كان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يوجه أضحيته نحو القبلة، وكذلك فعل الصحابة -رضي الله عنهم-.
  • توضع الأضحية على جانبها الأيسر إذا كان الذابح يستخدم يده اليمنى.
  • أما إذا كان الشخص أعسر فيمكنه وضع الأضحية على جانبها الأيمن مع الكراهة، ويستحب تكليف شخص آخر بالذبح، مع الانتباه إلى رفع رأس الأضحية بعد وضعها.
  • تقوم بأخذ السكين وتمريرها على حلق الأضحية حتى تصل إلى عظام الرقبة، وتسمح للحيوان بتحريك قدمه اليمنى بعد الذبح ليريح نفسه، مع التأكيد على قطع الودجين بسرعة، ويكره قطع أحد الودجين دون الآخر.
  • من يرغب في ذبح الأضحية يجب عليه أن يحرص على شحذ السكين أو الشفرة قبل الذبح، وألا يتم ذلك أمام الأضحية، وألا تذبح الأضحية أمام أخرى، ويجب الإحسان إلى الأضحية بعدم ضربها أو جرها، وذلك اتباعاً لحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته”.

كيفية ذبح الأضحية من الإبل

طريقة ذبح الأضحية من الإبل موضحة على النحو التالي:

  • تذبح الإبل بالنحر لكن العلماء يختلفون في توضيح مفهوم النحر.
  • قال جمهور الشافعية، والحنفية، والحنابلة أن النحر يكون بقطع الأوداج عندما يكون بالإمكان السيطرة على الحيوان.
  • المالكية يرون أن الطعن يؤدي إلى موت الحيوان إذا كان مقدورًا عليه، حتى وإن لم يتسبب الطعن في قطع الأوداج.
  • يتم ذبح الإبل بتوجيهها نحو القبلة، ويتم ذلك بينما تكون الإبل واقفة مع ربط ركبتها اليسرى؛ استناداً إلى قول الله تعالى: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـه عَلَيْهَا صَوَافَّ)، وروي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في تفسير الآية: أي وقوفًا على ثلاث.
  • وفصل المالكية في الأمر، حيث قالوا بأنّ الشخص الذي يقوم بالذبح يجب أن يقف إلى جانب القدم اليمنى للجمل بعد ربط القدم اليسرى، وأن يقوم بنحر الجمل بطعنه باليد اليمنى.
  • يحرص من يريد ذبح الإبل على شحذ السكين قبل الذبح، وبعيداً عن مرأى الإبل، ويتم هذا بعيداً عن نظر الإبل، ولا تذبح أمام غيرها، كما يتم التعامل معها بلطف قبل عملية الذبح؛ بعدم الضرب أو الإهانة.

شروط ذبح الأضحية 

تتطلب عملية ذبح الأضحية توافر عدة شروط، وفيما يلي توضيح لهذه الشروط:

  • التسمية: تباينت آراء العلماء حول اعتبارها شرطاً، وفيما يلي توضيح ذلك:
  • الرأي الأول: ذهب غالبية العلماء من المذهب الحنفيّة والمالكية والحنابلة إلى وجوب التسمية، ولكن تسقط في حال النسيان.
  • الرأي الثاني: يرى الشافعية أن التسمية تعتبر سنة مؤكدة، فيما يتعلق بسيلان الدم، فقد اختلف العلماء حول قطع الحلقوم والمريء والودجين.

اقرأ أيضًا:ما معنى صك في البنك والقران

وبيان أقوالهم في ذلك آتياً: 

  • الرأي الأول: ذهب الشافعية والحنابلة إلى وجوب قطع المريء والحلقوم؛ لأن ذلك ينهي حياة الحيوان استناداً على ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ، فَكُلْ).
  • الرأي الثاني: الحنفية يرون أن من الواجب قطع ثلاثة من أربعة؛ فالأكثر يعتبر قاعدة لتطبيق الحكم على الجميع.
  • الرأي الثالث: قال المالكية بوجوب قطع الحلقوم والودجين، ولا يكفي قطع أقل من ذلك؛ مستدلين بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة الشيطان قال عكرمة: كانوا يقطعون منها الشيء اليسير ثم يدعونها حتى تموت ولا يقطعون الودج نهى عن ذلك).
  • تكمن الحكمة من مشروعية الأضحية في الذبح الشرعي للبهائم، حيث إن الله تعالى أحلّ لعباده الطيبات؛ كما ورد في قوله: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)، وأيضاً قال: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ). ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى حرّم بعض الأنعام على عباده في حالات معينة، مثل: الميتة، والمخنوقة، وغيرها، كما جاء في قوله جل وعلا: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ).

وفي الختام، فإن ذبح أضحية العيد بالطريقة الشرعية يعتبر من الشعائر الإسلامية الهامة التي تجمع بين العبادات والتقاليد الاجتماعية يتطلب هذا الفعل مراعاة مجموعة من الأحكام الشرعية لضمان قبول الأضحية، منها اختيار الأضحية المناسبة، توجيهها نحو القبلة، ذكر اسم الله عليها، والقيام بالذبح بسكين حادة لراحة الحيوان وتقليل معاناته هذه الأحكام تعكس الرحمة والرفق بالحيوان التي يحث عليها الإسلام، بالإضافة إلى تحقيق الطاعة والامتثال لأوامر الله إن الالتزام بالطريقة الشرعية في ذبح الأضحية يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في الطهارة والتقرب إلى الله.