اسلاميات

ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله

ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله، حيث يعد أحد الأحكام الشرعية التي يجب على المؤمن معرفتها، فذلك يعد مِن سمات الكافرين، كما قد يكون كفرًا يخرج من دين الإسلام، ومن تلك المعطيات سوف نسلط لكم الضوء عن طريق سطورنا الآتية في مقالنا هذا على مفهوم كل من اليأس والقنوط، وبيان إجابة السؤال المطروح، بجانب ذلك معرفة طريقة علاج القنوط من رحمة الله عز وجل.

ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله

لقد أجمع الفقهاء وأصحاب العلم أن الحكم في ذلك حرام، حيث أنه يعتبر من الكبائر، فقد جاء في حديث ” ابن عباس رضي الله عنهما” أن رجلًا قال: يا نبي الله ما الكبائر؟ قال: “الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، واليأس مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ”.

كما أن كل من اليأس والقنوط يجعل المؤمن يخرج من الدين، ولكن بعضهم لا يخرج منها، فهو أكثر تحريمًا من الكبائر الظاهرة، حيث ان القرطبي جعلها من حيث التنسيق بالكبائر بعد الشرك، كما قال المولى سبحانه وتعالى: “إنَّه لا ييأس مِن روح الله إلا القومُ الكافِرون”، حيث إشارة تلك الآيةُ الكريمةُ على أنّ ذلك من سمات القوم الكافرين.

الفرق بين القنوط واليأس

تباين العلماء في تحديد الاختلاف بين كل من اليأس والقنوط، حيث أن اليأس هو عبارة عن انقطاع الطمع من الشيء وكذلك استبعاد زوال المكروه، أما بالنسبة للقنوط فهو أشد من اليأس ويستبعد فيها الشخص رحمه الله عز وجل، حيث كانت الفروقات كما يلي: 

  • القول الأول: أن هناك لا يوجد فرق بينهما، حيث وصفت أصحاب اليأس بالكفر، وأصحاب القنوط بالظلال، لأن الضلال والكفر يجتمعان، حيث أن الكفر يعرف باسم ضلالاً، فقد قال الله عز وجل: “غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ”.
  • القول الثاني: وهو أوضح المصحف الشريف بأن اليأس أكثر من القنوط، حيث أن حكم أصحاب اليأس الكفر فقد قال جل جلاله “إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”، أما حكم أصحاب القنوط كان بالضلال، كما قال جل وعلا: “وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ”.
  • القول الثالث: وهو عبارة عن    الفرق بينهما عن طريق بعض السمات لا بأصل المعنى، حيث أن “القنوط” يكون من الرحمة واليأس يكون من الروح فهما بمقصود واحد.
  • القول الرابع: وهو إن الياس هو عبارة عن انعدام الأمل بالقلب والوصول إلى تلك الدرجة ينعكس على المرء ويبان قنوطُا فهي سمة للقلب، وما يبان على الصورة من كل من التضاؤل والانكسار فهو القنوط.

هل القنوط من رحمة الله كفر

يعد القنوط من رحمة الله، هو كفرًا إذا انعدم معه الرجاء في رحمة المولى عز وجل وفرجه وكذلك عفوه سواء له أو للأشخاص، بحيث كان إنكارًا وابعادًا لرحمه المولى ومغفرته.

فهو يحتوي على تكذيب النصوص القطعيّة والمصحف الشريف وإساءة الظن بالله عز وجل فقد قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”، أما إذا كان القنوط بدافع استعظام المعاصي واستبعاد مغفرتها والعفو عنها، أو اليأس بالرزق مع عدم انعدام الرجاء فهو يعد أحد الكبائر ولا يكون كفر حيث قال عز وجل: “ومَن يقنَط مِن رحمة ربِّه إلا الضَّالُّون”.

اقرأ أيضًا: ما هو حكم المباركة بالعشر الأواخر

وإلى هنا نكون انتهينا من مقالنا الذي حمل العديد من التساؤلات عن ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله؟، حيث قمنا بالإجابة عن ذلك السؤال وقد ظهر أنه حرام، كما تم ظهور الاختلاف بين كل من اليأس والقنوط، بجانب ذلك معرفة إذا كان القنوط كفرًا، والتوجه لعلاج القنوط من رحمة المولى سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *